الأربعاء، 14 أبريل 2010

25 سنة تقضيها بهية في سجن عائلي في حالة عري تام

السجن بالمؤبد حكم أصدرته عائلة مغربية على إحدى بناتها


تحرير: فضيلة تماصط من المغرب

بدأت قصة بهية منذ كان سنها 12 ربيعا، لم تنعم بطفولتها كباقي أقرانها والأطفال من سنها، لم تلعب وتستمتع بمراحل مراهقتها وشبابها كالباقين، أسدل الستار عليها مبكرا وحتى شموع أعياد ميلادها لم تطفئها مع أفراد أسرتها لأن شموعا ظلت مشتعلة نيرانها من غضب وحرمان رسم ملامح الكهولة على وجه بهية، التي حكمت عليها عائلتها بالسجن المؤبد وذلك بزجها في قفص يشبه خم الدجاج على سطح منزلهم بمدينة صفرو بالمغرب لمدة قاربت 25 سنة، ويرجح بأن والدها المتوفى هو الذي كان وراء اتخاذ هذا القرار و الذي ساهمت فيه ظروف اجتماعية صعبة ومزرية تعاني منها العائلة هذا حسب شهادة الجيران...

سجن خاص حرم بهية أبهى وأحلى سنين عمرها، عاشت محجوزة في حالة عري تام على طول فصول السنة الأربعة، بلاماء ولا كهرباء ودون ماء صالح للشرب ووجبة واحدة تتناولها طيلة اليوم، وضع مزري عاشته بهية سلبها حريتها وزاد سوءا حين افتراشها الأرض سريرا، وهو نفس الفضاء الذي تقضي فيه حاجتها اليومية...مما أزم الوضع أكثر وسلبها إنسانيتها...

طيلة 25 سنة ظلت بهية في قفص مخفي في عقر دارها وفي طي الكتمان، إلى أن شاء القدر لفضح المكشوف والمستور، فاكتشف أمرها صحفيين محليين بمدينة صفرو بالمغرب، فتم فتح تحقيق في الأمر من طرف الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بمدينة فاس بالمغرب يوم الخميس الماضي وذلك لكشف ملابسات احتجاز عائلة بهية لابنتهم في سجن خاص مذ كان سنها لا يتجاوز 12 ربيعا، إلى أن صارت فتاة أربعينية، فقامت السلطات باستدعاء الصحفيين المحليين إلى مقر عمالة صفرو وهما الشخصان اللذان اكتشفا سجن بهية ملتمسة منهما عدم نشر الخبر و عدم تعميمه على الصحف الوطنية حفاظا على سمعة المدينة هذا حسب ما جاء في تصريحات الصحفيين.
وقد توجه مسئولو الأمن رفقة الصحفيين إلى مقر احتجاز بهية، للإطلاع على وضعها ليجدوها في وضع كارثي ومزري وفي حالة عري تام فاضطروا لجلب أغطية وجدت على سطح المنزل بغية الإطلاع على وضعها، وقد صرح بعض الجيران للجهاز الأمني أن العائلة قررت احتجاز بهية مند أن كان عمرها 12 سنة والأسباب مازالت مجهولة، وقد عانى المسؤولون الأمنيون الأمرين خلال تواجدهم بمكان سجن الفتاة وذلك عندما كانوا يقتربون منها بسبب الرائحة النتنة بسبب الإهمال الذي عانت منه طويلا...

عنف وحرمان وتعذيب رافق بهية سنين طويلة كان مصدره عائلتها التي كانت أولى بأن تكون القلب الحنون عليها وليس السيف الذي مزقها من الداخل وحرمها طفولتها وشبابها، لتجد نفسها حبيسة قضبان ملتهبة وحيطان حتى لو صرخت هل من مجيب...

وما أثار الإستغراب هو عدم اتخاذ السلطات الإدارية لتدابير من أجل نقل بهية إلى مستشفى، لتلقي العلاجات اللازمة على وجه السرعة، وذلك بسبب الوضع المزري والكارثي الذي تعيشه، هذا حسب ما نقلته جريدة المساء المغربية...

فهل من مصغ لقضية بهية؟ بهية التي حرمت من حقوقها كإنسانة لها الحق في العيش بكرامة لها الحق في الحرية والمسكن والمأكل والحياة والعلم...سلبت حقوقها دون وجه حق، فهل من شيء يستطيع أن يعوض بهية أبهى سنين حياتها الضائعة؟...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق