السبت، 30 يناير 2010

الزواج بالإكراه زواج فاسد

الزواج بالإكراه زواج فاسد

تقرير الدكتور هاني جهشان

زواجها دفعها للإدمان على الحبوب المهدئة وإصابتها باكتئاب سوداوي

عانت من "زواج الإكراه" وصرخت من خلال "أنت" "لا تزوجوا بناتكم غصبا عنهن حتى لا تتكرر مأساتي"!! إذا كانت الفتاة غير موافقة على الشخص المتقدم لخطبتها وغير قادرة على التصريح يمكنها الإشارة بالرفض الخلع لا يبحث عن أسباب فمجرد أن تكره المرأة زوجها وتخشى أن لا تقيم حدود الله معه تحصل عليه ربما يكون "زواج الإكراه" من القضايا الشائكة التي يصعب إثباتها إلا في حالة واحدة إبلاغ الفتاة القاضي الشرعي بفرض الرجل عليها وتعرضها للتهديد من قبل ولي أمرها, وهذا قلما يحصل، إلا أن حالة واحدة جرى تعميمها على جميع المحاكم الشرعية قبل عامين المزيد نعرفه في تحقيق ليندا المعايعة. تلك الحالة أدّت إلى إصدار تعميم يمنع عقد قران الفتاة من الرجل المتقدم لخطبتها بعد أن شعر القاضي الشرعي بعدم رغبة الفتاة البالغة من العمر 15 عاما بالزواج, فطلب القاضي من ذويها الخروج من المكتب وسألها دون وجود أحد عما إذا كانت ترغب الزواج به فأبلغت بعدم رغبتها بالزواج منه. الزواج بالإكراه شرعا يعتبر باطلا وفاسدا إلا أنه موجود في المجتمع خاصة والفتيات أحيانا يتعرضن لتهديدات مباشرة أو غير مباشرة من الولي عليها ومع هذا تبقى الفتاة التي لا تعي حقها الشرعي بالرفض والقبول ضحية لهذا النوع من الزواج، ويتعامل معها بصورة تتنافى مع القيم الإنسانية. حياة قاسية قبل 25 سنة تزوجت "ل" زوجها الحالي مكرهة عليه رغم حبها لشخص آخر رفضت العائلة أن تزوجها به كونه لا يعمل, وتم إقناعها على عقد القران دون دخلة (خطبة) على أن تكون فترة تجربة تتعرف إليه وفي حال عدم تواصلها معه خيّرها أهلها بين البقاء والطلاق خلال الخطبة حاولت تركه إلا أنها لاقت معارضة من العائلة كونها مخطوبة له شرعا وخوفا من يطلق عليها مطلقة. هذا الخوف ترتب عليه حياة زوجية قاسية وإنجاب 3 أطفال يعيشون حاليا في تفكك أسريّ , الأب ترك الزوجة من 3 سنوات وتزوج بأخرى, والزوجة أصيبت بمرض نفسي بعد زواجها فدخلت حالة اكتئاب السودواوي كما أطلق عليها الأطباء النفسيين الذين تعالجت عندهم طيلة السنوات الماضية حتى وصلت إلى حالة الإدمان على الحبوب المهدئة أدخلت على أثرها إلى مركز خاص للمعالجة من الإدمان. زوج غير سوي إلا أن العائلة لم تكتشف حقيقته إلا بعد فوات الأوان وإنجابها لأطفالها وظهور أعراض المرض النفسي وخلال جلسات العلاج لدى الأطباء النفسيين تبين أنه شاذ جنسيا ومدمن على شرب الكحول والحبوب المهدئة .. ضحية زواج تعترف لمجلة أنت وتقول "لا تزوجوا بناتكم غصبا عنهن حتى لا تتكرر مأساتي"!! وتقول: ابنتي الجامعية ترفض اي شاب يتقدم لخطبتها خوفا من تكرار مأساة والدتها, وابنها البالغ من العمر 22 سنة فشل في تعليمه وتخلى عن أمه وأشقائه ليعيش وحده أما الابن الأصغر البالغ من العمر 16 سنة يصاحب رفاق السوء وهو متسرب من المدرسة. وحتى هذه اللحظة لا تستطيع هذه السيدة الحصول على الطلاق من زوجها كون عائلتها لا تستطيع إعالتها, وابنها تخلى عنها وزوجها لا يدفع سوى أجرة المنزل, وتخاف على مستقبل ابنتها قائلة "لو طلقت من سيتزوج ابنتي؟ .. اصبح طالقة .. لا أستطيع العيش كمطلقة بل أفضّل الاستمرار في العلاقة الزوجية خوفا من كلام الناس فنحن نعيش في مجتمع لا يرحم ولن يصدق أحد قصتي" محاولات متكررة للانتحار من قبل السيدة التي فضلت عدم ذكرها ورغبت في رواية قصتها حتى تكون عبرة للأهل يستفيدون منها قبل إجبار الفتاة على الزواج بالإكراه. موقف الشرع من الزواج بالإكراه الشيخ سليم علي: الزواج يجب أن يتم بالرضى عندما يقدم طلب الزواج يسأل القاضي الشرعي الفتاة إن كانت موافقة أم لا, فيكون جوابها إما بالإيجاب أو الرفض ... ويقول مفتش المحاكم الشرعية في دائرة قاضي القضاة الشيخ سليم علي: إذا كانت الفتاة غير موافقة على الشخص المتقدم لخطبتها وغير قادرة على التصريح بذلك خوفا من تهديد ما فيمكنها بالإشارة, فيستطيع القاضي الشرعي أن يستشف عدم موافقتها على الزواج خاصة إذا لاحظ وجود فارق بالسن للخاطب أو عيب ظاهر للقاضي أو ما ينفر على الزواج, ففي هذه الحالة فإن القاضي الشرعي يطلب من المرافقين للفتاة الخروج ويتحقق منها إن كانت مكره على الزواج فيسألها: "ابنتي لماذا تريدين الزواج به؟" وفي حالة أن قدمت الفتاة سببا مقنعا للزواج كأن يكون والدها معيلا لعائلة كبيرة أو ترغب بالزواج من فلان لسبب آخر, فالمرأة تنكح لأكثر من سبب كما ورد بالحديث الشريف "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" هذا بالنسبة للرجل والمرأة وكذلك قال رسول الله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير". هذا شاهد في أسباب تدعو الرجل للزواج من المرأة, والمرأة من اختيار الرجل فلا يكون عبثي إذ يمكن أن تختاره لكفاءة مالية, ولوسامة أو النسب, أو المنصب أو المرغبات الأخرى عند الإناث مختلفة. ويشير في حالات إلى وجود فارق بالعمر أو وجود عيب ظاهري أو لسبب معين وبالتالي فإن القاضي عليه أن يتحقق من صحة اختيار الفتاة وأن لا تكون مجبرة على الزواج به. ويؤكد القاضي سليم علي على أن قانون الأحوال الشخصية المادة 34 اعتبرت عقد الزواج بالإكراه من أنواع الزواج الفاسد, فلا بد أن يتم الزواج بالرضى سواء الخاطب أو المخطوب هذا من الناحية الشرعية, والأردن يطبق المذهب الحنفي ويرجع له لما ورد بقانون الأحوال الشخصية. حماية الأشخاص ويقول في حال تبين أن الفتاة مكرهة على الزواج فإن القاضي لا يزوجها إلاّ أن حماية الأشخاص أيضا ليست من مسؤولية المحاكم الشرعية, فإكراه الفتاة يتم عادة بوسيلة تهديد معينة بالأذى وحسب نوع التهديد إذ يستوجب وجود سبب قوي وملح, وما يمليه عليه المكره اضطرارا كأن تهدد الفتاة بالقتل من قبل وليها إذا أمسك بمسدس وتعرف الفتاة أنه قادر على تنفيذ تهديده حسب اعتقادها وخشية على نفسها من القتل إذا لم توافق, فإنها توافق على تزويجها. وعن تفسير الإكراه بالشرع يوضح القاضي سليم علي: إن الإكراه نوعان؛ إكراه ملجئ وهو الإكراه لوعيد تلف النفس أو وعيد بتلف عضو من أعضاء الجسم, والنوع الثاني هو الإكراه غير الملجئ كالإكراه بالحبس والتقييد, فالإكراه مصطلح فقهي عام سواء بالزواج أو البيع بشكل عام. زواج ابن العم والأردن من الدول العربية التي تتبع العادات والتقاليد خاصة زواج البنت من ابن العم فهل يعد زواجا بالإكراه؟ القاضي سليم علي يوضح ذلك مبينا إذا كان ابن عمها هو المتقدم لخطبتها ولا ترغب به بإمكانها أن تتقدم من القاضي وتبلغه بأن شخصا كفؤا تقدم لخطبتها وولي الزواج منعها دون وجه حق, ففي هذه الحالة يستدعي القاضي الولي ويساله عن صحة الادعاء إذا كان صحيحا أو إذا كان لديه سبب مقنع للرفض ويخل بكفاءة الرجل الآخر يكون مع الولي الحق في المنع أما إذا كان لا يوجد سبب مقنع من الخاطب لرفضه فإن القاضي يفهم الولي أنه منع الفتاة من الزواج دون وجه حق وأن للمحكمة حق تزويجها بولاية عامة. وتعود شروط الولاية بتزويج الفتاة من قبل القاضي إذا انعدم الولي (الأب, والجد, الخ ..), إذا غاب الولي غيبة منقطعة لا يمكن وصول الرسائل إليه إلا كل سنة مرة, أو إذا كان الولي رافضا دون سبب ففي هذه الحالات تنقل الولاية للقاضي ويجوز تزويج البكر أما الثيب فلا يشترط قانون الأحوال الشخصية موافقة الولي على زواجها. الخلع وعقد القران بالخارج أما الخلع بسبب الزواج بالإكراه فيوضح القاضي سليم علي: إن قضايا الخلع لا تبحث عن أسباب فمجرد أن تقول المرأة أنها تكره زوجها ولا تستطيع أن تعيش معه وتخشى أن لا تقيم حدود الله إذا استمرت بزواجها معه فإنها تحصل على الخلع. وفي الطلاق, يقول إن التفريق بسبب الإكراه, يفسخ العقد لأنه عقد فاسد وعندها تقيم الدعوى وتقول إن وليها زوجها من هذا الرجل بالإكراه وإذا تبين حتى قبلت هذا الزواج فعليها الإثبات بهذه الحالة ويكون الإثبات مسؤولية المدعي "الزوجة". وعن حالات عقد القران في الخارج في حال رفض المحاكم الشرعية المحلية "كتب الكتاب" يوضح لا مسؤولية تقع على المحاكم الشرعية الأردنية. الطب النفسي د. السرحان: الزواج بالإكراه مرفوض دينياً وتربوياً ونفسياً اخصائي الطب النفسي د. وليد السرحان يقول: لا أستطيع حفظ عدد الحالات طوال سنوات العمل إلا أن هذا أمر شائع نراه في العيادة بين الحين و الآخر، وليس بالضرورة بهذه الشكوى مباشره، فقد تحضر الفتاه للصعوبات الجنسية أو القلق والاكتئاب أو اكتئاب النفاس، وحتى النساء في العقد الرابع أو الخامس أثناء رجوعهن للماضي تذكرن أن تعثر الزواج جاء من البداية لأنه كان بالإكراه سواء المباشر أو غير المباشر. ويؤكد د. السرحان الزواج بالإكراه مرفوض دينياً وتربوياً ونفسياً، فالارتباط بالزواج لا بد أن يكون فيه قبول ومودة وبالتالي حُب، وكيف يمكن لهذا أن يتم دون الرغبة أصلاً؟ وغالباً ما يؤدي هذا الزواج للخلافات العائلية المستمرة، وقد يؤدي للطلاق الفوري أو المتأخر، كما أنه يؤثر على المرأة في حدوث مشاكل نفسيه لديها وعدم انسجام جنسي، ولا شك أنه يؤثر على الرجل الذي يشعر بالبرود العاطفي وقد يساوره الشك أن هناك شخص آخر في حياة زوجته وتتصاعد المشاكل. ويوضح أن العلاقة الزوجية بالتأكيد تتأثر وقد يكون الطلاق خلال أسابيع أو شهور أو سنوات، وإن لم يكن هناك طلاق فهناك مشاكل زوجيه متواصلة وطلاق عاطفي بين الزوجين فهما يعيشان في بيت واحد دون رابط عاطفي. ويطرح د. السرحان إحدى الحالات التي راجعته ولا ينساها، فتاه كانت في الخامسة والعشرين وتعيل أسرة فقيرة، وأصرّ رب العمل على الزواج منها وهو بعمر والدها في الستين، وكان الإكراه بأن يقوم هذا الرجل برعاية أسرتها الفقيرة وتعليم أخوتها، وإذا رفضت يطردها من العمل، وتحملت الفتاه هذا الزواج على مضض ولم تكن المشكلة فارق السن فقط ولكن الكثير من المشاكل التي لم تستطع الفتاه تحملها أو تقبلها. هذه المرأة قد تستطيع التكيف مع الوضع الذي أُقحمت فيه وهذا نادر وإذا لم تتمكن فإن معاناتها النفسية يمكن أن تحتاج لمعالجة نفسية ولكن من الأولى أن يبتعد الناس عن هذا الإكراه لأنه أمر صعب وحلوله صعبة. زواج الإكراه يؤثر على العلاقة الزوجية بكافة أبعادها ويؤثر على علاقة المرأة بأهلها والمجتمع وحتى أبنائها، وتصبح غريبة تعيش بين أهلها وأسرتها. وينصح أن يبتعد الناس عن الإكراه في الزواج فلو حتى كان يبدو مقبولاً في البداية إلا أنه مع مرور السنوات يصبح كالقنبلة الموقوتة. الطب الشرعي يراه نوعا من العنف الموجه ضد المراة د. هاني جهشان: إكراه المرأة على الزواج شكل من أشكال العنف ضد المرأة وربما في بعض الحالات يكون للطب الشرعي دور غير مباشر عند التعامل مع مثل هذه الحالات وعنها يقول مستشار الطب الشرعي د. هاني جهشان: إن المادة 14 من قانون الأحوال الشخصية نصت على أنه "ينعقد الزواج بإيجاب وقبول من الخاطبين أو وكيليهما في مجلس العقد" وهذه المرجعية القانونية هي الأساس بأن الزواج بالإكراه هو غير قانوني ويفسد العقد. كما وأن الشرع الإسلامي لم يجز تزويج المرأة الإ بموافقتها، وجاء في الحديث أن رسول الله قال: "لا تُنْكَح البكر حتى تُستأذن.." وهذه الموافقة ضرورية لوجود الطمأنينة والمودة والمحبة بين طرفي الزواج. فإن لم توافق الزوجة على المضي قدما بإجراءات الزواج فإنه يعتبر زواجا غير قانونيّ وغير شرعيّ وفاسدا. ويوضح د جهشان إذا بينت الفتاة للقاضي قبل حصول العقد عدم موافقتها على الزواج فإنه لن يمضي بإجراءات الزواج ولن يكون هناك ارتباط ، إما إذا وافقت الفتاة أن تتزوج على مضض، أو أنها مضت في الإجراءات فإن الزواج لا يعتبر غير قانوني لأن القاضي لن يعرف عن رفضها الزواج إلا أذا عبرت على ذلك صراحة فقد نصت المادة 15 من قانون الأحوال الشخصية على أن "يكون الإيجاب والقبول بالألفاظ الصريحة كالإنكاح والتزويج وللعاجزعنهما بإشارته المعلومة" وهذا يتطلب توعية للمرأة بشكل عام لتعرف حقها في هذا المجال وتجنب استغلال جهلها بالقانون لتزويجها بالإكراه. وهل يمكن تفسير زواج الإكراه عنف ضد المرأة خاصة ما يتعلق بالحقوق الزوجية؟ يجيب د. جهشان إن إكراه المرأة على الزواج هو سلوك يتعدى كونه غير شرعي وغير قانوني وغير أخلاقي إلا أنه شكل من أشكال العنف ضد المرأة تتعرض خلاله لمعاناة نفسية شديدة من قبل والدها أو وليها الشرعي، وإن وافقت الفتاة على مضض على هذا الزواج وأجيز قانونيا فان حياتها مع زوج لا تكن له المودة والرحمة سيعرضها بالإضافة للعنف النفسي إلى أشكال أخرى من الإيذاء والعنف الجسدي، وإلى الإساءة الجنسية من قبل زوجها. اغتصاب زواجي ويؤكد د. جهشان على وجود دور أساسي للطب الشرعي في إثبات العنف الجسدي الواقع على الزوجة من قبل زوجها إلا أن الأفعال والممارسات الجنسية التي يقوم بها الزوج مع زوجته بدون رضاها، وبغض النظر عن الدافع لعدم رضاها أهو إكراهها على الزواج منه أو لمرض أو لأي سبب آخر، فانها وعلى الرغم من كونها عنفا جنسيا من المفهوم الطبي والنفسي إلا أن قانون العقوبات الأردني كمعظم قوانين العقوبات في دول العالم لم يجرم هذا الفعل، ولا يعتبرها جريمة تستحق العقاب، وبالتالي فان هذه الحالات لا تعرض على الأطباء الشرعيين، فتعبير الاغتصاب الزواجي غير وارد بالقانون الأردني. أما في الحالات التي يقوم بها الزوج بممارسة فعل اللواط الشاذ مع زوجته فيمكن إجراء الكشف الطبي لمخالفة هذا الفعل للطبيعي وفي حال إثباته من قبل الأطباء فإن للمحكمة الشرعية أن تحكم بانفصال الزوجين أما من الناحية الجنائية فهذا الفعل أيضا لا يعتبر جريمة تستحق العقاب الجنائي. أما في الحالات التي يرافق فيها العنف الجنسي ضد الزوجه عنف جسدي كالاستمتاع الجنسي السادي فإن الزوج يعاقب على فعل الإيذاء الجسدي بحد ذاته ولا تعامل القضية كعنف جنسي. أثر زواج الإكراه على الحياة الجنسية للمرأة د. مروان السمهوري: شاهدت حالات يندى لها الجبين من العنف على المرأة اخصائي النسائية والتوليد د. مروان السمهوري يقول من خلال عملي كطبيب اختصاصي في النسائية والتوليد شاهدت حالات يندى لها الجبين من عنف على المرأة، وهي لا حول لها ولا قوة في قرارها بالانفصال إما بسبب عدم وجود بيت أهل لها يأويها أو أن هناك أطفالا بينهما مما يجعلها تتحمل ظلم الزوج وعنفه معها، وفي بعض الحالات رأيت وجود التشوهات عليها من أثر الضرب والعنف, وحالات أخرى اضطررت لتحويلها إلى طبيب نفسي لعلاجها من الآثار النفسية لذلك وهي مكرهة على أن تبقى زوجة لذلك الرجل الذي لا تريده. ويضيف من المعلوم أن الزواج في كل الشرائع السماوية يخضع للإيجاب و القبول وبموافقة طرفي المعادلة، ولكن لا يتبع لقاعدة أو قوانين أو فكرة: كن فيكون، وذلك لأن أهداف الزواج هما شيئين اثنين فقط لا ثالث لهما: الأول: الاستمتاع الجنسي والتنفيس عن الكبت الداخلي لكلا الزوجين بما شرعه الخالق. الثاني: تكوين أسرة من أب و أم وأبناء يعيشون بسعادة وهناء. فإذا حصل اختلال في هذه الأهداف اختل التوازن كله. ومن أحد أسباب اختلال في هذه الأهداف هو الزواج بالإكراه، فإذا أجبرت الفتاه على الزواج من شاب هي لا ترغب به، فلنا أن نتخيل كيف ستكون حياتها الجنسية معه .... ستكون جحيما بالنسبة لها وستقلب حياته هو الآخر إلى جحيم، مما يؤثر على علاقتهما الزوجية التي بنيت على خطأ فإما أن يستمر الخطأ ويصبح به أولاد لينتقل جحيم الحياه إليهم أو أن ينتهي بالطلاق الذي هو سيد الأحكام في مثل هذه الجالات وبالتالي ليسجل عليها أنها مطلقة وهو كذلك نتيجة البداية بالخطأ. وطبعا من الممكن أن يتمادى الزوج قبل تطليقها أو تركها الى الضرب والعنف حتى تذعن له، وطبعا دون فائدة طالما أنها تكرهه ولا تريده وهذا يظهر لنا جليا من اثار العنف على المرأة من خلال فحوصاتنا ومشاهداتنا في العيادات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق